كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {كذلك} أي الأمر كذلك، وقيل التقدير: قال ربك مثل ذلك و(هو على هين) مستأنف على هذا القول (ولنجعله آية للناس) أي ولنجعله آية للناس خلقناه من غير أب وقيل التقدير: نهبه لك ولنجعله (وكان أمرا) أي وكان خلقه أمرا.
قوله تعالى: {فانتبذت به} الجار والمجرور حال: أي فانتبذت وهو معها.
قوله تعالى: {فأجاءها المخاض} الأصل جاءها، ثم عدى بالهمزة إلى مفعول ثان، واستعمل بمعنى ألجأها، ويقرأ بغير همز على فاعلها، وهو من المفاجأة، وترك الهمزة الأخيرة تخفيفا، والمخاض بالفتح وجع الولادة، ويقرأ بالكسر وهما لغتان، وقيل الفتح اسم للمصدر مثل السلام والعطاء، والكسر مصدر مثل القتال، وجاء على فعال مثل الطراق والعقاب.
قوله تعالى: {يا ليتني} قد ذكر في النساء (نسيا) بالكسر، وهو بمعنى المنسى وبالفتح: أي شيئا حقيرا، وهو قريب من معنى الأول، ويقرأ بفتح النون وهمزة بعد السين، وهو من نسأت اللبن إذا خالطت به ماء كثيرا، وهو في معنى الأول أيضا، و(منسيا) بالفتح والكسر على الإتباع شاذ مثل المغيرة.
قوله تعالى: {من تحتها} يقرأ بفتح الميم، وهو فاعل نادى، والمراد به عيسى صلى الله عليه وسلم، أي من تحت ذيلها، وقيل المراد من دونها، وقيل المراد به جبريل عليه السلام، وهو تحتها في المكان كما تقول: دارى تحت دارك، ويقرأ بكسر الميم والفاعل مضمر في الفعل، وهو عيسى أو جبريل صلوات الله عليهما، والجار على هذا حال أو ظرف، و(أن لا) مصدرية أو بمعنى أي.
قوله تعالى: {بجذع النخلة} الباء زائدة: أي أميلى إليك، وقيل هي محمولة على المعنى، والتقدير: هزى الثمرة بالجذع: أي انفضى، وقيل التقدير: وهزى إليك رطبا جنيا كائنا بجذع النخلة فالباء على هذا حال (تساقط) يقرأ على تسعة أوجه: بالتاء والتشديد، والأصل تتساقط وهو أحد الأوجه.
والثالث بالياء والتشديد والأصل يتساقط فأدغمت التاء في السين.
والرابع بالتاء والتخفيف على حذف الثانية والفاعل على هذه الأوجه النخلة، وقيل الثمرة لدلالة الكلام عليها.
والخامس بالتاء والتخفيف وضم القاف.
والسادس كذلك إلا أنه بالياء والفاعل الجذع أو الثمر.
والسابع {تساقط} بتاء مضمومة وبالألف وكسر القاف.
والثامن كذلك إلا أنه بالياء والتاسع {تسقط} بتاء مضمومة وكسر القاف من غير ألف، وأظن أنه يقرأ كذلك بالياء، و(رطبا) فيه أربعة أوجه: أحدها هو حال موطئة، وصاحب الحال الضمير في الفعل.
والثانى هو مفعول به لتساقط.
والثالث هو مفعول هزى.
والرابع هو تمييز، وتفصيل هذه الأوجه يتبين بالنظر في القراءات، فيحمل كل منها على ما يليق به، و(جنيا) بمعنى مجنى، وقيل هو بمعنى فاعل: أي طريا.
قوله تعالى: {وقرى} يقرأ بفتح القاف والماضي منه قررت يا عين بكسر الراء والكسر قراءة شاذة، وهى لغة شاذة، والماضي قررت يا عين بفتح الراء، و(عينا) تمييز، و(ترين) أصله ترأيين مثل ترغبين، فالهمزة عين الفعل، والياء لامه، وهو مبنى هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن، فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم، وبقيت ياء الضمير وحركت لسكونها وسكون النون بعدها، فوزنه يفين، وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبدا، ويقرأ ترين بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإما وهو بعيد، و(من البشر) حال من (أحدا) أو مفعول به.
قوله تعالى: {فأتت به} الجار والمجرور حال، وكذلك (تحمله) وصاحب الحال مريم، ويجوز أن يجعل تحمله حالا من ضمير عيسى عليه السلام، و(جئت) أي فعلت فيكون (شيئا) مفعولا، ويجوز أن يكون مصدرا: أي مجيئا عظيما.
قوله تعالى: {من كان} كان زائدة: أي من هو في المهد، و(صبيا) حال من الضمير في الجار والضمير المنفصل المقدر كان متصلا بكان، وقيل كان الزائدة لا يستتر فيها ضمير فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو، بل يكون الظرف صلة من، وقيل ليست زائدة بل هي كقوله: {وكان الله عليما حكيما} وقد ذكر، وقيل هي بمعنى صار، وقيل هي التامة، ومن بمعنى الذى، وقيل شرطية وجوابها كيف.
قوله تعالى: {وبرا} معطوف على مباركا، ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء، وهو معطوف على الصلاة، ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء: أي وألزمني برا، أو جعلتني ذا بر، فحذف المضاف أو وصفه بالمصدر.
قوله تعالى: {والسلام} إنما جاءت هذه بالألف واللام لأن التي في قصة يحيى عليه السلام نكرة، فكان المراد بالثاني الأول كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول} وقيل النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء (ويوم ولدت) ظرف، والعامل فيه الخبر الذي هو على، ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر.
قوله تعالى: {ذلك} مبتدأ، و(عيسى) خبره، و(ابن مريم) نعت أو خبر ثان، و(قول الحق) كذلك، وقيل هو خبر مبتدإ محذوف، وقيل عيسى عليه السلام بدل أو عطف بيان وقول الحق الخبر، ويقرأ قول الحق بالنصب على المصدر أي أقول قول الحق، وقيل هو حال من عيسى، وقيل التقدير: أعنى قول الحق، ويقرأ قال الحق، والقال اسم للمصدر مثل القيل، وحكى قول الحق بضم القاف مثل الروح وهى لغة فيه.
قوله تعالى: {وأن الله} بفتح الهمزة، وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على قوله: {بالصلاة}: أي وأوصاني بأن الله ربى.
والثانى هو متعلق بما بعده، والتقدير: لأن الله ربى وربكم فاعبدوه: أي لوحدانيته أطيعوه، ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
قوله تعالى: {أسمع بهم وأبصر} لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجب، وبهم في موضع رفع كقولك: أحسن بزيد أي أحس زيد.
وحكى عن الزجاج أنه أمر حقيقة، والجار والمجرور نصب، والفاعل مضمر فهو ضمير المتكلم، كأن المتكلم يقول لنفسه: أوقع به سمعا أو مدحا، و(اليوم) ظرف والعامل فيه الظرف الذي بعده.
قوله تعالى: {إذ قضى الأمر} {إذ} بدل من يوم أو ظرف للحسرة، وهو مصدر فيه الألف واللام، وقد عمل.
قوله تعالى: {إذ قال لأبيه} في: {إذ} وجهان: أحدهما هي مثل إذ انتبذت في أوجهها، وقد فصل بينهما بقوله: {إنه كان صديقا نبيا}.
والثانى أن {إذ} ظرف، والعامل فيه صديقا نبيا أو معناه.
قوله تعالى: {أراغب أنت} مبتدأ، وأنت فاعله، وأغنى عن الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة، و(مليا) ظرف: أي دهرا طويلا، وقيل هو نعت لمصدر محذوف.
قوله تعالى: {وكلا جعلنا} هو منصوب بجعلنا.
قوله تعالى: {نجيا} هو حال، و(هرون) بدل، و(نبيا) حال.
قوله تعالى: {مكانا عليا} ظرف.
قوله تعالى: {من ذرية آدم} هو بدل من النبيين بإعادة الجار، و{سجدا} حال مقدرة لأنهم غير سجود في حال خرورهم {وبكيا} قد ذكر، و{غيا} أصله غوى فأدغمت الواو في الياء.
قوله تعالى: {جنات عدن} من كسر التاء أبدله من الجنة في الآية قبلها، ومن رفع فهو خبر مبتدإ محذوف (إنه) الهاء ضمير اسم الله تعالى، ويجوز أن تكون ضمير الشأن، فعلى الأول يجوز أن لا يكون في كان ضمير، وأن يكون فيه ضمير و(وعده) بدل منه بدل الاشتمال، و(مأتيا) على بابه، لأن ما تأتيه فهو يأتيك، وقيل المراد بالوعد الجنة: أي كان موعده مأتيا وقيل مفعول هنا بمعنى فاعل، وقد ذكر مثله في سبحان.
قوله تعالى: {وما نتنزل} أي وتقول الملائكة.
قوله تعالى: {رب السموات} خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر (فاعبده) على رأى الأخفش في جواز زيادة الفاء.
قوله تعالى: {أئذا} العامل فيها فعل دل عليه الكلام: أي أبعث إذا، ولايجوز أن يعمل فيها (أخرج) لأن ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها مثل إن.
قوله تعالى: {يذكر} بالتشديد: أي يتذكر، وبالتخفيف منه أيضا، أو من الذكر باللسان (جثيا) قد ذكر في عتيا وبكيا، وأصله جثو ومصدرا كان أو جمعا.
قوله تعالى: {أيهم أشد} يقرأ بالنصب شاذا، والعامل فيه لننزعن، وهى بمعنى الذى، ويقرأ بالضم، وفيه قولان: أحدهما أنها ضمة بناء وهو مذهب سيبويه، وهى بمعنى الذى، وإنما بنيت هاهنا لأن أصلها البناء لأنها بمنزلة الذى، {ومن} من الموصولات إلا أنها أعربت حملا على كل أو بعض، فإذا وصلت بجملة تامة بقيت على الإعراب، وإذا حذف العائد عليها بنيت لمخالفتها بقية الموصولات فرجعت إلى حقها من البناء بخروجها عن نظائرها، وموضعها نصب بننزع. والقول الثاني هي ضمة الإعراب.
وفيه خمسة أقوال: أحدها أنها مبتدأ وأشد خبره وهو على الحكاية، والتقدير: لننزعن من كل شيعة الفريق الذي يقال أيهم، فهو على هذا استفهمام وهو قول الخليل.
والثانى كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما، إلا أن موضع الجملة نصب بننزعن، وهو فعل معلق عن العمل ومعناه التمييز، فهو قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه كقولك: علمت أيهم في الدار، وهو قول يونس.
والثالث أن الجملة مستأنفة، وأى استفهام، ومن زائدة: أي لننزعن كل شيعة، وهو قول الأخفش والكسائي، وهما يجيزان زيادة من في الواجب.
والرابع أن أيهم مرفوع بشيعة، لأن معناه تشيع، والتقدير: لننزعن من كل فريق يشيع أيهم، وهو على هذا بمعنى الذى، وهو قول المبرد.
والخامس أن ننزع علقت عن العمل، لأن معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لا يعمل فيما قبله، والتقدير: لننزعنهم تشيعوا أو لم يتشيعوا، أو إن تشيعوا، ومثله لأضربن أيهم غضب: أي إن غضبوا أو لم يغضبوا، وهو قول يحيى عن الفراء، وهو أبعدها عن الصواب.
قوله تعالى: {وإن منكم} أي وما أحد منكم فحذف الموصوف، وقيل التقدير: وما منكم إلا من هو واردها، وقد تقدم نظائرها.
قوله تعالى: {مقاما} يقرأ بالفتح وفيه وجهان: أحدهما هو موضع الإقامة.
والثانى هو مصدر كالإقامة، وبالضم وفيه الوجهان.
ولام الندى واو، يقال ندوتهم: أي أتيت ناديهم وجلست في النادى، ومصدره الندو.
قوله تعالى: {وكم} منصوب ب (أهلكنا) و(هم أحسن) صفة لكم، و(رئيا) يقرأ بهمزة ساكنة بعد الواو وهو من الرؤية: أي أحسن منظرا، ويقرأ بتشديد الياء من غير همز.
وفيه وجهان: أحدهما أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.
والثانى أن تكون من الرى ضد العطش، لأنه يوجب حسن البشرة ويقرأ: {ريئا} بهمزة بعد ياء ساكنة وهو مقلوب.
يقال في رأى أرى، ويقرأ بياء خفيفة من غير همز، ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها، ويقرأ بالزاى والتشديد: أي أحسن زينة، وأصله من زوى يزوى لأن المتزين يجمع ما يحسنه.
قوله تعالى: {قل من كان} هي شرطية والأمر جوابها، والأمر هنا بمعنى الخبر: أي فليمدن له، والأمر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم، و(حتى) يحكى ما بعدها هاهنا، وليست متعلقة بفعل (إما العذاب وإما الساعة) كلاهما بدل مما يوعدون (فسيعلمون) جواب إذا (ويزيد) معطوف على معنى فليمدد: أي فيمد ويزيد من هو، فيه وجهان: أحدهما هي بمعنى الذى، وهو {شر} صلتها وموضع من نصب بيعلمون.
والثانى هي استفهام، وهو فصل وليست مبتدأ.
قوله تعالى: {وولدا} يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد، وقيل يكون جمعا أيضا، ويقرأ بضم الواو وسكون اللام، وهو جمع ولد مثل أسد وأسد، وقيل يكون واحدا أيضا، وهى لغة والكسر لغة أخرى.
قوله تعالى: {أطلع} الهمزة همزة استفهام لأنها مقابلة لأم وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها، ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل، وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه.
قوله تعالى: {كلا} يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين، وهى حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها، وقيل هي بمعنى حقا، ويقرأ بالتنوين، وفيه وجهان: أحدهما هي مصدر كل: أي أعيا: أي كلوا في دعواهم وانقطعوا.
والثانى هي بمعنى النقل: أي حملوا كلا، ويقرأ بضم الكاف والتنوين وهو حال: أي سيكفرون جميعا وفيه بعد (بعبادتهم) المصدر مضاف إلى الفاعل: أي سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام، وقيل هو مضاف إلى المفعول: أي سيكفر المشركون بعبادة الأصنام، وقيل سيكفر الشياطين بعبادة المشركين إياهم، و(ضدا) واحد في معنى الجمع، والمعنى أن جميعهم في حكم واحد لأنهم متفقون على الإضلال.
قوله تعالى: {ونرثه ما يقول} في: {ما} وجهان أحدهما هو بدل من الهاء، وهى بدل الاشتمال: أي نرث قوله.
والثانى هو مفعول به: أي نرث منه قوله.
قوله تعالى: {يوم نحشر} العامل فيه لا يملكون، وقيل {نعد لهم} وقيل تقديره: اذكر، و(وفدا) جمع وافد مثل راكب وركب وصاحب وصحب.
والورد اسم لجمع وارد، وقيل هو بمعنى وارد، والورد العطاش، وقيل هو محذوف من وارد وهو بعيد (لا يملكون) حال (إلا من اتخذ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع، وقيل هو متصل على أن يكون الضمير في يملكون للمتقين والمجرمين، وقيل هو في موضع رفع بدلا من الضمير في يملكون.
قوله تعالى: {شيئا إدا} الجمهور على كسر الهمزة وهو العظيم، ويقرأ شاذا بفتحها على أنه مصدر أد يؤد إذا جاءك بداهية: أي شيئا ذا إد، وجعله نفس الداهية على التعظيم.
قوله تعالى: {يتفطرن} يقرأ بالياء والنون، وهو مطاوع فطر بالتخفيف،
ويقرأ بالتاء والتشديد، وهو مطاوع فطر بالتشديد، وهو هنا أشبه بالمعنى و(هدا) مصدر على المعنى لأن تخر بمعنى تهد، وقيل هو حال.
قوله تعالى: {أن دعوا للرحمن} فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو في موضع نصب لأنه مفعول له.
والثانى في موضع جر على تقدير اللام.
والثالث في موضع رفع: أي الموجب لذلك دعاؤهم.
قوله تعالى: {من} نكرة موصوفة، و(في السموات) صفتها، و(إلا آتى) خبر كل، وواحد آتى حملا على لفظ كل وقد جمع في موضع آخر حملا على معناها، ومن الإفراد {وكلهم آتيه}.
قوله تعالى: {بلسانك} قيل الباء بمعنى على، وقيل هي على أصلها: أي أنزلناه بلغتك فيكون حالا. اهـ.